على مدار أكثر من عقد من الزمان، تحملت سوريا آثار الصراع، مما أدى إلى نزوح الملايين وتدمير المجتمعات. وبينما وجد كثيرون ملاذاً في دول الجوار، ما زال الحنين إلى العودة للوطن قوياً. إلا أن طريق العودة مليء بالتحديات—بنية تحتية مدمرة، موارد محدودة، وحاجة ملحّة لإعادة إعمار شاملة.
استجابةً لهذا الواقع، اجتمع تحالف من الأكاديميين السوريين والممارسين وقادة المجتمع تحت مبادرة: "بالعلم نبني جسور العودة". تؤكد هذه الحركة أن المعرفة هي حجر الأساس لإعادة الإعمار. ومن خلال الاستفادة من الخبرات في الهندسة، والتخطيط العمراني، والصحة العامة، والتعليم، والعلوم الاجتماعية، يهدف التحالف إلى تطوير استراتيجيات مبنية على الأدلة لإعادة إعمار سوريا. سيتم مشاركة هذه الاستراتيجيات بشكل مباشر مع العائدين وصناع القرار والمنظمات غير الحكومية على الأرض، لضمان أن تكون عملية إعادة البناء فعالة وشاملة للجميع.
خلال الأشهر الستة القادمة، يخطط التحالف لتنظيم سلسلة من ستة مؤتمرات علمية بالشراكة مع جامعات حكومية وخاصة رائدة في جميع أنحاء سوريا. كل مؤتمر سيعمل على:
جمع فرق متعددة التخصصات لعرض البيانات والمشاريع التجريبية وأفضل الممارسات في إعادة إعمار المنازل والمدارس والبنية التحتية.
تنظيم ورش عمل عملية لتحويل الأبحاث إلى خطط قابلة للتنفيذ.
إصدار وقائع المؤتمرات بنظام الوصول المفتوح وأرقام تعريف رقمية (DOI)، لضمان توفر كل فكرة أو بروتوكول أو درس مستفاد لجميع المشاركين في عملية تعافي سوريا.
لماذا الآن؟
إن نافذة العودة الآمنة والمخطط لها بشكل جيد محدودة. وكل يوم يمر بدون خطة منسقة ومدعومة بالبحث يعرض الموارد للخطر ويبدد الآمال. مساهمتكم ستمكن من:
ورش عمل عملية تدرب العائدين على تقنيات البناء الحديثة والممارسات الصحية المجتمعية.
خرائط طريق قائمة على البيانات لإعادة بناء المدارس والعيادات وأنظمة المياه في المناطق الأكثر احتياجاً.
مكتبة رقمية مستدامة تحفظ الدروس والمعارف حتى بعد انتهاء آخر مؤتمر.
معاً، يمكننا أن نعيد بناء سوريا—ليس فقط بالحجر والإسمنت، بل بالعلم والرحمة والرؤية المشتركة لمستقبل أكثر إشراقاً.

-
0 المتبرعين